الرئيسية
من طرف 
اللعب أفضل وسائل تعليم الأطفال
القاهرة - نجلاء الجمل
تسعى الأم في الكثير من الأحيان إلى محاولة اكتشاف مهارات ومواهب طفلها، بحكم أنها أكثر المتعاملين معه من خلال تقاربها اليومي. وتقع عليها مسؤولية تشجيع وتطوير تلك المهارات الموجودة أو جعلها تندثر وتختفي إذا تم التعامل معها بإهمال فتكون النتيجة إحباط الطفل والتزامه السلوك المضاد العنيف نظرا لكبت رغباته وعدم تشجيع موهبته، خاصة من خلال الألعاب التي يمكنها تدعيم سلوكيات الأطفال الإيجابية.
وتوضح د. أماني فوزي أستاذة علم الاجتماع التربوي أهمية الألعاب في حياه الطفل وتشير إلى أن الطفل من عمر السنة إلى ثلاث سنوات يقضي يومه كاملا في اللعب واللهو والطعام ولا يفعل شيئا آخر عدا النوم.
وتشير إلى أن اللعب يمكن من خلاله التأثير على كل تلك الأنشطة وحتى ساعات النمو يمكن التأثير عليها من خلال الألعاب. وتتابع أنه يمكن من خلال الألعاب تعليم الطفل الصغير النظام بتحديد موعد اللعب - موعد الأكل- وموعد النوم، كما أنه من خلال لعب الطفل مع أمه تزداد بينهما قوة الترابط ويتعلم الطفل السلوك الصحيح من خلال التصاقه بأمه. ومن أفضل ألعاب تلك المرحلة المكعبات وألعاب البناء والتركيب الكور الملونة -الأكواب ألعاب البازل، ويجب مراعاة أن تكون ألوان هذه الألعاب مبهجة وكبيرة الحجم حتى لا يبتلعها الطفل. ومن خلال هذه الألعاب يمكن أن يتعلم الطفل الحواس الخمس حاسة اللمس بمعرفة الفرق بين خامات الألعاب وحجمها والألوان والأشكال.
ومن المفيد في تلك المرحلة أيضا قراءة الحكايات للأطفال والقصص المصورة لأنها من أكثر الأشياء متعة للطفل لأنه يتعلم من خلالها الكلمات وارتباطها بالصور. وقالت د. أماني فوزي: «على الأم اختيار كتاب لافت اللون جذاب للطفل والبدء معه بكتب عن الألوان والحيوانات والتدرج في المعلومات حتى يتسنى للطفل فهمها تدريجيا». وتضيف أنه «يجب أيضا مراعاة أن الأطفال قد يملون من اللعب بنفس اللعبة يوميا لذلك على الأم التجديد في شكل اللعبة خاصة خلال الأعوام الثلاثة الأولى من عمر الطفل».
وعن كيفية استخدام اللعب في تعليم الطفل توضح د. أماني:
- أن الأم يمكنها أن تجعل أطفالها يساعدونها في ترتيب المنزل -وذلك من خلال اللعب ولكن عليها الانتباه ألا تطلب من الطفل شيئا فوق قدراته حتى لا تشعره بالإحباط.
- المساعدة بعد تناول الطعام في حمل الأكواب والأطباق الخاصة بهم.
- أن يقوم بترتيب غرفته والألعاب ووضعها في أماكنها بعد الانتهاء من اللعب.
- التعليم من خلال الأغنيات وهو يساعد على تطوير اللغة لدى الطفل والتحدث دائما مع الطفل والانتباه لمخارج الحروف والنطق السليم.
من جانبها، أوضحت الأستاذة نرمين لطفي مدرسة رياض أطفال أن الألعاب البسيطة التي تتطلب حركة وتصفيقا والأغاني تعد من الوسائل الممكن استعمالها في هذا المجال، وتقول إن «الأستغماية من أكثر الألعاب قربا وحبا للأطفال ويمارسها الأطفال بمرح وحب شديد لأنها تخرج الطاقة بداخلهم وتجعلهم يتحركون ويصبحون نشطاء وتأتي مشاركة الأم مع طفلها في تلك الألعاب أهمية كبرى من الناحية النفسية والتربوية للطفل». وتشير إلى الألعاب وتقديمها كهدايا للأطفال، فتقول إن من أكثر الأوقات التي ترى الطفل فيها سعيدا ومبتهجا هي لحظة تقديم هدية مغلفة له وأول ما سيقوم بفعله بشغف هو تمزيق غلاف الهدية وليحاول بعينيه المليئة بالفضول معرفة ما بداخلها ويسعد الوالدان بمشاهدة طفلهم سعيدا.
وحتى تكتمل سعادة الطفل والوالدين يجب عند تقديم هدية لطفل مراعاة بعض الاعتبارات أوضحتها لنا صفاء عبدالرحمن - أخصائية اجتماعية بإحدى حضانات الأطفال. والتي أجملها في:
- اصطحاب الوالدين للطفل إلى محل ألعاب الأطفال بغير ترتيب مسبق مع الطفل عن عدد الألعاب التي سيقومون بشرائها لتفادي حدوث مشكلة لأنه سيطلب العديد من الألعاب. لذلك من الضروري الاتفاق مع الطفل على عدد معين من اللعب ولا تترك الأمور للطفل كيفما يشاء لأنه أسلوب تربوي خاطئ.
- اختيار ألعاب الطفل بعناية لأن الأطفال يحبون الألعاب ذات الخامات البسيطة (الصلصال- القص واللزق - المكعبات - الكور الملونة - الألوان) ودائما لا بد من الاهتمام بتنمية خيال الطفل وجعله مبتكرا.
- عند تقديم هدية لطفل آخر لا بد من سؤال والديه عن اهتماماته وميوله حتى لا يتم إحضار هدية لا تعجبه أو هدية لديه مثلها وتكون مكررة ولا يستفيد منها الطفل أو لا يرغبها الوالدان لطفلهم.
- اختيار الألعاب المكملة لألعاب الأطفال يكون ممتعا ومحببا للطفل فمثلا منزل عروسة أو فستان لعروسة محبب لدمى الطفلة وتسعد به كثيرا والطفل الولد تستهويه السيارات لذلك يستحسن إكمال مجموعة السيارات التي يحبها.
- عدم فتح جميع الهدايا مرة واحدة بل يمكنك الاحتفاظ ببعضها وتقديمها للطفل عندما يتصرف بشكل جيد كنوع من المكافأة.
- لا تنسي أن تقدمي الألعاب القديمة للمحتاجين والأيتام وعلمي طفلك أنهم بحاجة لتلك الألعاب.
هدى الله أولادنا، وأصلح لنا ذرياتنا، وجعلهم قرة عين لنا في الدنيا والآخرة، والحمد لله رب العالمين.
