مواعظ للامام الشافعي
الرضا بالقدر
دع الأيام تفعل
كما تشاء
وطب نفسا اذا حكم
القضاء
ولا تجزع
لحادثة الليالي
فما لحوادث الدنيا
بقاء
وكن رجلا على
الأهوال جلدا
وشيمتك السماحة
والوفاء
ورزقك ليس
ينقصه التأني
وليس يزيد في الرزق العناء
ومن نزلت
بساحته المنايا
فلا أرض تقيه ولا سماء
وأرض الله
واسعة ولكن
اذا نزل القضاء ضاق
الفضاء
دع الايام تغدر
كل حين
فما يغني عن الموت
الدواء
القناعة
قال الشافعي
رحمه الله:
اذا ما كنت ذا
قبل قنوع
فأنت ومالك الدنيا
سواء
السخاء
قال الشافعي
رحمه الله:
وان كثرت عيوبك
في البرايا
وسرّك أن يكون
لها غطاء
تستّر بالسخاء
فكل عيب
يغطّيه , كما قيل, السخاء
ولا ترج
السماحة من بخيل
فما في النار
للظمآن ماء
سهام الليل
قال الشافعي
رحمه الله:
أتهزأ بالدعاء
وتزدريه
وما تدري بما صنع
الدعاء
سهام الليل لا
تخطي ولكن
لها أمد وللأمد انقضاء
تأمّل
قال لشافعي
رحمه الله:
تموت الأسد في
الغابات جوعا
ولحم الضأن
تأكله الكلاب
وعبد قد ينام
على حرير
وذو نسب
مفارشه التراب
نذر المنيّة
قال الشافعي
رحمه الله:
أأنعم عيشا
بعدما حلّ عارضي
طلائع شيب
ليس يغني خضابها
اذا اصفرّ لون
المرء وابيضّ شعره
تنغضّ من
أيامه مستطابها
فدع عنك سوءات
الأمور فانها
حرام على نفس
التقي ارتكابها
زكاة الجاه
قال الشافعي
رحمه الله:
وأدّ زكاة
الجاه واعلم بأنها
كمثل زكاة المال
تمّ نصابها
وأحسن الى
الأحرار تملك رقابهم
فخير تجارات الكرام
اكتسابها
الدنيا سراب
ومن يذق الدنيا
فاني طعمتها
وسيق الينا
عذبها وعذابها
فلم أرها الا
غرورا وباطلا
كما لاح في ظهر
الفلاة سرابها
وما هي الا
جيفة مستحيلة
عليها كلاب همّهنّ
اجتذابها
فان تجنّبتها
كنت سلما لأهلها
وان تجتذبها
نازعتك كلابها
فطوبى لنفس
أولعت قعر دارها
مغلّقة الأبواب
مرخيّ حجابها
السفيه
اذا نطق السفيه
فلا تجبه
فخير من اجابته
السكوت
فان كلمته
فرّجت عنه
وان خليّته كمدا
يموت
وقال أيضا:
يخاطبني السفيه
بكل قبح
فأكره أن أكون له
مجيبا
يزيد سفاهة
فأزيد حلما
كعود زاده الاحراق
طيبا
غنى النفس
قال الشافعي
رحمه الله تعالى:
غنيّ بلا مال عن الناس كلهم
وليس الغنيّ
الا عن الشيء لا به
العفو
والمداراة
قال الشافعي
رحمه الله:
لما عفوت ولم
أحقد على أحد
أرحت نفسي من
همّ العداوات
اني أحييّ عدوي
عند رؤيته
لأدفع الشرّ عني بالتحيّات
الجود الكبير
يا لهف نفسي
على مال أجود به
على
المقلّين من أهل المروءات
ان اعتذاري الى
من جاء يسألني
ما ليس
عندي لمن احدى المصيبات
الشدائد
ولربّ نازلة
يضيق لها الفتى
ذرعا وعند الله
منها المخرج
ضاقت فلما
استحكمت حلقاتها
فرجت وكنت
أظنها لا تفرج
تسليم:
أسلّم اذا أراد
الله أمرا
فأترك ما أريد لما يريد
احذر صفو الليالي
أحسنت ظنّك
بالأيام اذا حسنت
ولم تخف سوء
ما يأتي به القدر
وسالمتك الليلي
فاغتررت بها
وعند صفو
الليالي يحث الكدر
الصديق عند الضيق
صديق ليس ينفع
يوم بؤس
قريب من عدوّ في القياس
وما يبقى
الصديق بكل عصر
ولا الاخوان الا
للتآسي
عمرت الدهر
ملتمسا بجهدي
أخا ثقة فألهاني
التماسي
تنكّرت البلاد
ومن عليها
كأن أناسها ليسوا
بناسي
لو كان حبّك صادقا
تعصي الاله
وأنت تظهر حبه
هذا محال في القياس بديع
لو كان حبك
صادقا لأطعته
ان المحب لمن يحب مطيع
الطمع والهوان
أمتّ مطامعي
فأرحت نفسي
فان النفس ما
طمعت تهون
وأحييت القنوع
وكان ميتا
ففي احيائه عرض
مصون
اذا طمع يحلّ بقلب عبد
علته مهانة وعلاه
هون
الحظ والرزق
قال الشافعي
رحمه الله:
ان الذي رزق
اليسار فلم يصب
حمدا ولا
أجرا لغير موفّق
فالجدّ يدني كل
شيء شاسع
والجد يفتح كل
باب مغلق
فاذا سمعت بأن
مجدودا حوى
عودا فأثمر في
يديه فصدّق
واذا سمعت بأن
محروما أتى
ماء ليشربه فغاض
فحقق
لو كان بالحيل
الغني لوجدتني
بنجوم أقطار
السماء تعلقي
لكن من رزق الحجا حرم الغنى
ضدان مفترقان أي
تفرّق
وأحق خلق الله
بالهمّ أمرؤ
ذو همّة يبلى برزق
ضيّق
ومن الدليل على
القضاء وكونه
بؤس اللبيب وطيب
عيش الأحمق
الحسد
وذي حسد
يغتابني حيث لا يرى
مكاني ويثني
صالحا حين أسمع
تورّعت أن
أغتابه من ورائه
وما هو اذ
يغتابني يتورّع
يا واعظ الناس
قال الشافعي
رحمه الله:
يا واعظ الناس
عمّا أنت فاعله
يا من يعدّ
عليه العمر بالنفس
احفظ لشيبك من
عيب يدنّسه
ان البياض قليل
الحمل للدنس
كحامل لثياب
الناس يغسلها
وثوبه غارق في الرجس والنجس
تبغي النجاة
ولم تسلك طريقتها
ان السفينة لا
تجري على اليبس
شكوى
شكوت الى وكيع
سوء حفظي
فأرشدني الى
ترك المعاصي
وأخبرني بأن
العلم نور
ونور الله لا يهدى لعاصي
حب الصالحين
قال الشافعي رحمه الله:
أحبّ الصالحين
ولست منهم
لعلي أن أنال
بهم شفاعة
وأكره من
تجارته المعاصي
ولو كنا سواء في
البضاعة
حسن النصيحة
تعمّدني بنصحك
في انفرادي
وجنّبني
النصيحة في الجماعة
فان النصح بين
الناس نوع
من التوبيخ لا
أرضى استماعه
الغربة
ان الغريب له
مخافة سارق
وخضوع مديون
وذلّة موثق
فاذا تذكّر
أهله وبلاده
ففؤاده كجناح
طير خافق
اعمل بنفسك
ما حكّ جلدك
مثل ظفرك
فتولّ أنت جميع أمرك
صيانة النفس
صن النفس
واحملها على ما يزينها
تعش
سالما والقول فيك جميل
ولا تولّين
الناس الا تجمّلا
نبا بك
دهر أو جفاك خليل
وان ضاق رزق
اليوم فاصبر الى غد
عسى
نكبات الدهر عنك تزول
قلة الاخوان
ولا خير في ودّ
امرىء متلوّن
اذا الريح مالت, مال حيث تميل
وما أكثر
الاخوان حين تعدّهم
ولكنهم في
النائبات قليل
المرء بعلمه
تعلّم فليس
المرء يولد عالما
وليس أخو علم كمن
هو جاهل
وان كبير القوم
لا علم عنده
صغير اذا التفّت
عليه الجحافل
وانّ صغير
القوم وان كان عالما
كبير اذا ردّت
اليه المحافل
حب آل البيت
يا آل بيت
الرسول حبّكم
فرض من الله في
القرآن أنزله
يكفيكم من عظم الفخر
أنكم
من لم يصل عليكم لا
صلاة له
وقال:
يا راكبا قف
بالمحصّب من منى
واهتف بقاعد
خيفها والناهض
سحرا اذا فاض
الحجيج اذا منى
فيضا كمتلطم
الفرات الفائض
ان كان رفضا حب
آل محمد
فليشهد
الثقلان اني رافضي
حفظ اللسان
احفظ لسانك
أيها الانسان
لا يلدغنّك انه
ثعبان
كم في المقابر
من قتيل لسانه
كانت تهاب لقاءه
الأقران
نعيب زماننا
نعيب زماننا
والعيب فينا
وما لزمانا عيب سوانا
ونهجو ذا
الزمان بغير ذنب
ولو نطق الزمان لكان
هجانا
وليس الذئب
يأكل لحم ذئب
ويأكل بعضنا بعض عيانا
وللناس أعين
اذا رمت أن
تحيا سليما من الرّدى
ودينك
موفور وعرضك صين
فلا ينطقن منك
اللسان بسوأة
فكلك
سوءات وللناس أعين
وعيناك ان أبدت
اليك معائبا
فدعها,
وقل: يا عين للناس أعين
سفينة الأعمال
ان لله عبادا
فطنا
تركوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها
فلما علموا
أنها ليست لحيّ وطنا
جعلوها
لجّة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا
ترك الهموم
سهرت أعين
ونامت عيون
في أمور تكون أو لا تكون
فادرﺇ الهمّ ما
استطعت عن النف
س فحملانك الهموم
جنون
ان ربا كفاك
بالأمس ما كا
ن سيكفيك في غد ما
يكون
عين الرضا
عين الرضا عن كل عيب كليلة
ولكنّ عين السخط تبدي المساويا
ولست بهيّاب من
لا يهابني
ولست أرى للمرء ما لا يرى ليا
فان تدن مني تدن منك مودتي
وان تنأ عني, تلقني عنك نائيا
كلانا غنيّ عن
أخيه حياته
ونحن اذا متنا أشد تغانينا
العلم الحق
كل العلوم سوى
القرآن مشغلة
الا الحديث
والا الفقه في الدين
العلم ما كان
فيه: قال, حدثنا
وما سوى ذاك
وسواس الشياطين
على أبواب الآخرة
دخل المزني على
الشافعي رحمه الله في مرضه الذي توفي فيه, فقال له: كيف أصبحت يا أبا عبد الله؟
فقال: أصبحت من
الدنيا راحلا, وللاخوان مفارقا, ولسوء عملي ملاقيا, ولكأس المنيّة شاربا, وعلى
الله تعالى واردا.
ولا أدري أروحي
تصير الى الجنة فأهنيها, أم الى النار فأعزيها.
ثم بكى وأنشأ يقول:
ولما قسا قلبي
وضاقت مذاهبي
جعلت الرضا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك
ربي كان عفوك أعظم
فما زلت ذا عفو
عن الذنب لم تزل
تجود وتعفو منّة وتكرّما.