مع زيادة حرارة الصيف
لماذا وكيف نعالج ضربة الشمس
يتميز فصل الصيف بحرارته الشديدة
وتزاحم الأشخاص فى بعض الأماكن، وقد يحدث الشخص العادى ما يسمى
بضربة الشمس
فماذا تعنى ضربة شمس ؟
تعنى انه بعد التعرض والوقوف فى وهج الشمس المحرقة
لساعات طويلة وخاصة فى الأماكن المزدحمة ومع زيادة الرطوبة النسبية يتأثر
جسم الانسان وخاصة بشرته وجلده الذى هو اكبر واكثر اجزاء الجسم
تأثرًا باضرار الشمس وحرارتها .
ويترتب على ذلك فقدان كمية كبيرة من سوائل الجسم بسبب التبخر
والعرق بالاضافة الى بخار الماء الخارج من زفير الهواء اثناء
التنفس كل ذلك يؤدى الى فقدان حجم الدم السائر فى الأوعية الدموية ويتضاعف
هذا الاقلال فى كمية الدم باتساع وتمدد الشرايين فى الجلد وماتحته
فيؤدى الى زيادة نسبته فى حجم ومساحة الأوعية الدموية دون ما
يقابلها أى زيادة فى حجم الدم فيحدث كل مضاعفات هبوط ضغط الدم
وفقدان السوائل والأملاح وخاصة إذا حدث ذلك فى فترة وجيزة .
ويتأثر الأطفال وكبار السن والشيوخ اكثر من الأشخاص متوسطى العمر
وكذلك تكون حرارة الشمس الشديدة اكثر خطورة على مرضى السكر
والأشخاص الذين يعانون من ارتفاع فى ضغط الدم .
مضاعفات هبوط الدورة الدموية بسبب ضربة الشمس :
هناك امراض مختلفة مثل الأزمة القلبية
او جلطة بالمخ او غيبوبة كاملة قد تؤدى بحياة المريض أو هبوط فى
كمية الدم الواصلة للكلى التى تؤدى الى فشل كلوى حاد .
وتتكرر حدوث ضربات الشمس فى موسم الحج
فى فصل الصيف أو فى المظاهرات فى أوقات درجات الحرارة الشديدة أو
فى مناسبات العزاء بالنهار واحيانا فى المعسكرات اثناء الوقوف فى
الطوابير الرياضية عندما تجرى فى ساعات الذروة الحرارية .
فتأثير ضربة الشمس حقيقة يخص جميع
اجزاء الجسم وعلى رأسها الجهاز العصبى والحركى ، فمن الاضرار
المعروفة الكسل الشديد بسبب فقدان الأملاح اللازمة لحركة العضلات
وفقدان الأملاح قد نراه فى الاشخاص العاديين على الملابس الملونة
بعد جفاف العرق ويحتاج الإنسان فى الجو الحر حوالى 30جم ملح يوميا
ولذلك يستحب ان يكون هناك مخللات وحوادق وموالح لسد هذا الاحتياج
من الأملاح وتزيد كمية فقدان الأملاح فى حالات ضربة الشمس زيادة
شديدة بالاضافة الى جلطات المخ التى قد تكون قاتلة وخاصة اذا حدثت
فى ساق المخ ونادر ما يكون هناك نزيف المخ
طرق الوقاية من ضربة الشمس
اولاً البعد بقدر الإمكان عن اشعة
الشمس وعدم الاستمرار لفترات طويلة
واستخدام مظلة ذات لون ابيض لتقليل امتصاص حرارة الشمس إذا اقتضى الأمر
الوقوف فى وهج الشمس .
ثانيًا تجنب العطش باستخدام السوائل
بجميع أنواعها وخاصة السوائل التى تحتوى على
أملاح مثل العصائر أو المياه الغازية وليس فقط الماء لأن التعويض
بالماء فقط يؤدى الى نقصان الأملاح النسبى فى الجسم وبالتالى يشعر
المريض بمزيد من الهزال والضعف لأن السوائل المفقودة من الجسم
وخاصة العرق يحتوى على كمية املاح كثيرة .
ثالثًا عدم القيام بمجهود عضلى سواء
مجهود رياضى او مشى او كثرة الكلام او
الخطابة فى الشمس لمدة طويلة
علاج ضربة الشمس
عادة يجرى بالمستشفى لتعويض النقص
فى السوائل والأملاح كما يتم معالجة جلطات المخ او الأزمات
القلبية او الفشل الكلوى .
والشفاء من عند الله .
بقلم أ.د. أسامة الغنام
أستاذ جراحة المخ والاعصاب بكلية طب جامعة الازهر
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد