مشكلات سن المراهقة تعرفي عليها
المراهقة هي تلك المرحلة التي تمرين بها. لكن لا تقلقي فهي مرحلة لا بد لأي إنسان المرور بها ضمن مراحل عمره المختلفة، ولكن عليك أن تعرفي أنها تعد أخطر مرحلة، إذا لم يتم الاستعداد لها من قبلك ومن قبل أسرتك لأنها قد تؤثر سلباً على عليك وعلى أسلوب حياتك المستقبلية.
هي مرحلة انتقال الإنسان من الطفولة إلى الرشد، ويعتريها تغييرات في مظاهر النمو الطبيعية للإنسان سواء النمو الجسمي أو الفسيولوجي أو الاجتماعي والانفعالي والديني والأخلاقي، ومن هنا على الفتاة أولاً أن تعد نفسها وتتسلح بكافة المعلومات اللازمة والضرورية عن هذه المرحلة؛ لتتمكن من اجتيازها لأن ذلك سيخفف من المشكلات التي يمكن أن تقع فيها.
ولأجل أن تتعرفي أكثر على مشكلات سن المراهقة "لها أون لاين" تستضيف الأستاذ المساعد في كلية التربية في الجامعة الإسلامية د. سناء أبو دقة لتتحدث عن:
مشاكل المراهقة لدى الفتاة العربية ودورها في تجاوز هذه المرحلة بسلام... تابعي معنا...
- ماذا عن أهم المشاكل التي يمكن أن تعاني منها الفتاة في مرحلة المراهقة ؟
هناك مشاكل عامة تعاني منها الفتيات عموماً في مرحلة المراهقة، وهناك مشاكل أخرى تعاني منها بعضهنَّ دون الأخريات وفقاً للبيئة التي ترتبط بها الفتاة، بالإضافة إلى خصوصية الأسرة التي تعيش فيها الفتاة، وهي تمثل عامل مهم جداً.
فإذا ما كانت الأسرة والمجتمع أكثر استقراراً؛ فإن مشاكل الفتاة المراهقة تبدو أخف حدة، وإذا ما كانت عكس ذلك فإنها تؤثر على نمو المراهق الطبيعي الاجتماعي والنفسي في كل مراحله.
ولعل أهم المشاكل التي تعاني منها الفتيات مرحلة الانتقال من الاعتماد الكلي على الأهل إلى الاعتماد على النفس، وما ينشأ عنها من صراع داخلي لديها؛ نتيجة رغبتها بتنفيذ ما تريد بعيداً عن منظور العادات والتقاليد، ناهيك عن عدم شعورها بالأمن نتيجة وجود الاحتلال إذ يؤثر ذلك على شخصية المراهقة أيضاً بالإضافة إلى مشكلات على مستوى المراهقة نفسها، وتتمثل في الخجل والانطواء أحياناً بسبب التغيرات الفسيولوجية للفتاة في هذه المرحلة.
وكذلك في أحيان أخرى بالعصبية والغضب لأتفه الأسباب، وهناك مشكلات أخرى تتمثل في تفاعل الفتاة بمحيطها الاجتماعي، ومما لا شك فيه أن تلك المشاكل على الرغم من خصوصية كل منها إلا أنها بالمجمل لا تنفصل عن بعضها البعض، فالمشكلات التي تعيشها الأسرة بشكل عام، خاصة فيما يتعلق بعلاقة الأم بابنتها وعلاقة الأم بزوجها ومن ثمَّ لا تنفصل عمَّا تعيشه في المجتمع، وإنما تتذبذب بين مدٍّ وجزر بحسب الأسرة والمجتمع والمحيط البيئي والاجتماعي الذي تعيش فيه الفتاة، فمثلاً على الصعيد الفلسطيني أحوال الأسرة الفلسطينية وما تعانيه من رزوح كثير من الآباء عاطلين عن العمل تؤثر بشكل أو بآخر بعلاقته بزوجته، وتنعكس تلك الآثار عكسياً لدى المراهقة فإما أن تكون ردة الفعل لديها غاضبة جداً، وإما أن تنطوي وتنسحب من العالم المحيط بها.
- هل يوجد فرق في المشاكل لدى الفتاة المراهقة في المجتمع العربي وقرينتها في المجتمع الغربي؟
بالتأكيد، فعلى الرغم من المشاكل التي تعاني منها المراهقة بشكل خاص والمراهق بشكل عام في الوطن العربي؛ إلا أنها تبقى أخف حدةً من المشكلات التي يعاني منها المراهق في العالم الغربي، فالمراهق في العالم الغربي تقريباً منحرف والفتيات تأتين بسلوكيات غريبة جداً، ويعود السبب في ذلك إلى العادات الاجتماعية والروابط الأسرية المتماسكة داخل الأسرة العربية والإسلامية التي تقي فتياتنا بشكل عام، فهناك وعي داخل الأسرة من حيث تعامل الآباء مع الأبناء وإدراكهم لطرق التربية السليمة، وتمسكهم بالدين والثقافة العربية الإسلامية مما يساعد الفتيات والآباء معاً لاجتياز مرحلة المراهقة التي هي أصعب مرحلة تمر بها الفتاة والأسرة معاً.
- كيف يمكن في ظل هذه المشكلات تفعيل دور المراهقة في المجتمع؟
على المراهقة أن تعرف أن في داخلها قوة كامنة، وطاقات كبيرة يجب أن توظفها بما يخدم أسرتها ومجتمعها ودينها، ويتم ذلك باحتضان الفتاة المراهقة في السنوات الأولى من عمرها ومتابعة تربيتها والاهتمام بمشكلاتها الصغيرة قبل الكبيرة والتقرب إليها، بالإضافة إلى دمجها وتفعيل دورها في الدوائر المختلفة في المجتمع، وقبل كل ذلك لا بد للأهالي من التوجه إلى الأبناء خاصة المراهقين والمراهقات بالحوار والمناقشة في مختلف مراحل العمر، لننأى بفتياتنا وأبنائنا المراهقين عن الوصول إلى طرق مسدودة في التفاهم والتعايش، ناهيك عن ضرورة منح المراهقين خاصة الفتيات ثقة كبيرة في التعامل بين الأم وابنتها مما يؤدي إلى وجود علاقة ودودة مريحة بينهما؛ تتمكن من خلالها الفتاة البوح بعمق أسرارها وخصوصياتها لوالدتها التي هي الصدر الحاني ومستودع الأسرار ونبع العطف والحنان الذي لا ينضب أبداً، والحال ذاته مع المدرسين وكل من يتعامل مع المراهق، فانعدام الحوار مع الأهل والأكبر سناً وعدم إيجاد الطرق السليمة للتعامل مع مرحلة المراهقة جزء من أهم المشكلات التي تعاني منها المراهقة؛ فكثيراً ما يفشل الأهل والمحيطين بالمراهقة في الإنصات لهنّ وتنمية مهاراتهنّ بما يحقق لهنّ التفاعل مع المجتمع، والسبب في ذلك أحياناً الجهل بما ينعكس سلباً على سلوك المراهقة.
- ماذا عن أسباب النظرة الخاطئة من قبل المجتمع عن فترة المراهقة؟
تعود النظرة الخاطئة من قبل المجتمع حول المراهقة إلى حالة التمرد التي يتميز بها الفتى أو الفتاة خلال هذه الفترة، فالمراهق في هذه المرحلة من العمر يعمد إلى التعبير بأي صورة يراها عن نفسه، فهو يريد أن يأكل بطريقته التي يرتضيها ويرتدي الملابس التي يهواها وعندما يصدم بنظرات من حوله له؛ يبدأ بالتمرد عليها ولا يلقي لها بالاً، كثيراً من المراهقين والمراهقات تجدهم حيناً يتصرفون كأنهم كبار وأحياناً أخرى تكون تصرفاتهم طفولية، فهو حينما يريد أن يكون كبيرا يكون، وإذا أراد أن يكون طفلاً يحظى بالدلال والحنان أيضاً، يفعل ويعبر عن ذلك بسلوكياته وأفعاله، بالإضافة إلى التغييرات التي تحدث على المراهقين أو المراهقات في كل مناحي الحياة النفسية والاجتماعية.
- كيف على الأم مواجهة هذه المرحلة في حياة ابنتها والنأي بها عن مخاطرها؟
بداية على الأم التي لديها فتاة في عمر المراهقة أن تعد نفسها جيداً من خلال القراءة والاطلاع على جوانبها المختلفة، سواء التغييرات النفسية والانفعالية التي تطرأ على فتاتها أو التغييرات الجسمية والفسيولوجية والأخلاقية وتحاول أن تحتضن ابنتها وتوصل لها المعلومات الصحيحة عمّا تمر به، ناهيك عن إجابتها بشكل منطقي وصادق على كل ما يدور بخلدها من أسئلة لأن الفتاة في هذه المرحلة تحاول فهم كل ما يدور حولها.
- ماذا عن نظرتك لمشكلة الفتاة المراهقة مع الحب؟
كل إنسان فطره الله سبحانه وتعالى على الحب، فهو يحب أن يُحِب وأن يُحَب، وكذلك الفتاة تميل إلى ذلك خاصة مع وجود التطورات الجسمية والفسيولوجية ونضوجها، إلا أن الإطار الإسلامي والقيم والمبادئ والأخلاق التي تربت عليها داخل أسرتها ومجتمعها تشكل واقيا لها، ويجعلها تعلم أن الحب الحقيقي يكمن داخل أسرتها، بين والدتها ووالدها وأخوتها، فمعهم تشعر بكيانها وأهميتها وشخصيتها.
كما عليها أن تعرف الإطار الشرعي للحب في حياة الفتاة المسلمة، وتتبين الحلال من الحرام وفي هذه الحالة تمر المرحلة مرور الكرام دون أي مشكلة، لكن إذا غاب الوعي الديني لدى الفتاة بهذا الموضوع وغابت الثقافة العربية والإسلامية لديها فإن ذلك ينعكس سلباً عليها.
ولابد للفتاة من الحوار مع والدتها ومصارحتها بكل ما يدور حولها؛ لأن عدم المصارحة قد يجعل الفتاة لا تحسن التصرف مما يؤثر على نموها الطبيعي النفسي والاجتماعي.
لكن هذه المشكلات بفضل الله أقل كثيراً مما هو موجود في العالم الغربي الذي يبيح الحرية في العلاقات للفتاة بعد سن الرابعة عشر.
- ماذا عن النصائح التي ممكن توجيها للأهالي ؟
المراهقة مرحلة لا بد لأي إنسان من المرور بها، على الأهل أن يستعدوا بشكل كبير للوقوف مع أبنائهم لاجتياز هذه المرحلة دون مشاكل، بالإضافة إلى التسلح بالمعلومات اللازمة والضرورية حتى يكونوا على دراية كاملة بالتغييرات التي تطرأ على أبنائهم في هذه المرحلة، ويتمكنوا من إعانة أنفسهم وإعانة أبنائهم، وإيجاد سبل الترابط الوثيق بين الأب والأم لانعكاسه على سلوكيات الأبناء تجاه الأسرة، ناهيك عن دور المجتمع في إيجاد مؤسسات شبابية تحتوي طاقات الأبناء في هذه المرحلة سواء على الصعيد الثقافي أو الرياضي أو العلمي.
منقوووووول