الانتشار و الوصف مع لمحة تاريخية
الملوخية نبات مشهور بين الدول المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط، ووسط وجنوب شرق آسيا، وكثير من بلدان أمريكا الجنوبية، مثل البرازيل والمكسيك، أى أنها موزعة جغرافيا على طول المناطق الأستوائية وعرضها. وهى من الفصيلة الزيزفونية.
وتعتبر الملوخية من الأعشاب المقلقة للمزارعين فى أستراليا، حيث يعملون حثيثا على التخلص منها باعتبارها نوع من الحشائش الضارة بالزراعة هناك.
بينما يتبارى سكان البلدان المطلة على حوض البحر الأبيض المتوسط فى طبخ الملوخية – ويقال لها فى بعض البلدان، ملوخى، أو ملوخيون – بأشكال وطرق عدة، كطبق شهى مع اللحم، أو الدجاج، أو حتى الأرانب التى يوجد منها الكثير فى أستراليا.
ولعل ما يمكن أن يشار إليه فى هذا المقام أن الحاكم بأمر الله، قد حرم أكل الملوخية على الطبقات الشعبية والفقراء من المحكومين، لذا فقد أطلق عليها أسم (ملوكية).
والملوخية فى بعض تلك البلدان تحل محل السبانخ، وإن كان يطلق على الملوخية أيضا أسم (خُبّازَى؛ خُبّاز؛ خُبّازة اليهود Jew’s mallow)، ملوخى، ملوخيون.
وفى الهند تؤكل الأوراق الغضة والأطراف الطرية من عيدان الملوخية طازجة وبدون طبخ، بينما تستخدم عيدان الملوخية لاستخراج الألياف منها، مثلما يحدث فى تصنيع نبات (الكتان)، وذلك لعمل المنتجات التى تعتمد فى صناعتها على خامة الألياف.
والملوخية تعتبر من النباتات الصحية والطبية المليئة بالألياف والمواد المخاطية، وكثير من المعادن والفيتامينات. فهى تعتبر ملينة للطبيعة، ومدرة للبول، ومدرة أيضا للحليب، وتستخدم فى التخفيف من أعراض الدوسنتاريا، والتهاب الأمعاء، وحرقة فم المعدة. والأهم أن بذور الملوخية الجافة قد تستخدم لعلاج حالات هبوط القلب الحاد والمزمن بديلا عن الدواء الهام فى هذا الشأن، وهو دواء (الديجوكسين).
وفى الطب الهندى (الأيروفيديا) تستخدم أوراق الملوخية الطازجة لعلاج حالات استسقاء البطن، وعلاج للبواسير، وبعض الأورام.
كما أن الملوخية مفيدة أيضا لعلاج بعض حالات التهاب المثانة البولية، وعسر التبول، والحميات، والسيلان، وتنفع من السعال، وترطب الصدر، والمعدة، وحتى أوجاع العين، وتفتح سدد الكبد والمرارة، كما تعتبر الملوخية أيضا فاتح للشهية، ومقو عام للبدن.
أوراق و زهرة ملوخية
المكونات العضوية لنبات الملوخية
كل 100 جرام من أوراق الملوخية تمد الجسم بعدد من السعرات الحرارية يتراوح ما بين 43 – 58 سعر كالورى. وبها من 80 – 84 جرام من الماء، ومن 4.5 – 5.6 جرام من البروتين، 0.3 جرام من الدهون، 7.6 – 12.4 جرام من الكربوهيدرات، 1.7 – 2.0 جرام من الألياف، 2.4 جرام من الرماد، 266 – 366 ملليجرام من الكالسيوم، 97 – 122 ملليجرام من الفوسفور، 7.2 – 7.7 من الحديد، 12 ملليجرام من الصوديوم، 444 ملليجرام من البوتاسيوم، 6.4 – 7.8 ميكروجرام من البيتاكاروتين، 0.13 – 0.15 ملليجرام من الثيامين، 0.26 – 0.53 من الريبوفلافين، 1.1 – 1.2 من النياسين، 53 – 80 ملليجرام فيتامين (ج)، كما تحتوى الملوخية على نسبة عالية من حمض الفوليك أكثر من أى نوع من الخضراوات جميعها، ونسبة 800 ميكروجرام من عنصر الكالسيوم، وكميات جيدة من معادن الصوديوم، والبوتاسيوم والكبريت، والماغنسيوم، والألمنيوم، والكلور. والأوراق تحتوى أيضا على أحماض الأوكسيديزoxydase ، والكلوروجينك chlorogenic acid.
وقد ثبت علميا بأن المادة الغروية الموجودة بورق الملوخية لها تأثير ملين ومهدي لأغشية المعدة و الأمعاء نظرا لاحتواء أوراق الملوخية على الألياف، لذا فهي تكافح الإمساك، تحتوي الملوخية على نسبة جيدة من فيتامين ب المركب، كما أن الملوخية تقوي الغدد الجنسية، وتمنع تكون حصى المثانة والكلى والتهابات المسالك البولية عموما. وتعتبر الملوخية من أغنى الخضراوات احتواء على مادة الكاروتين التي تتحول الى فيتامين (أ) عند حاجة الجسم إلى ذلك.
أوراق ملوخية خضراء بعد الحصاد
أما بذور الملوخية فهى تحتوى على نسبة ما بين 11.3 – 14.8 % زيت له خواص أستروجينية estrogenic. ويحتوى هذا الزيت على أحماض ومركبات أساسية هامة مثل: أحماض البلمتيك palmitic 16.9 % والأستيريك stearic 3.7 % والبيهنيك behenic 1.8 % واللجنوسييك lignoceiic 1.1 % والأوليك oleic 9.1 % واللينوليك linoleic 62.5% واللينولينك linolenic- acids 0.9 %.
ويجب الحذر عند تناول بذور الملوخية لأسباب طبية، حيث أن بذور الملوخية تحتوى على حمض الهيدروسيانك HCN، وعديد من الجلوكوزيدات cardiac glycosides التى لها فعل مماثل لعقار الديجوكسين عند مرضى القلب. وأهم تلك الأنواع من الجلوكوزيدات هى الكروكوزيد (أ) Corchoroside A والكروكروزيد (ب) Corchoroside B. وأن النوع الأول هو أقوى مرتين من النوع الثانى.
وتلك المواد هى التى تعطى الملوخية الصغيرة طعمها المر، وربما تسبب الإسهال العنيف عند أكل البذور بكميات أكثر مما ينبغى لأسباب طبية.
كما يوجد فى بذور الملوخية أنواع من الجلوكوزيدات مثل الأولتروزيد olitoriside . وتلك يمكن حقنها فى المرضى الذين يعانون من قصور أو هبوط فى عمل عضلة القلب، لذا يمكن أن تكون بديلا لعقار الأستروفانثين strophanthin، المستخرج من بعض النباتات الطبية فى بلدان غرب أفريقيا، والمعروف بأسم الأسترافانتس جراتس strophanthus-gratus.
أReferences